عرف الإنسان الحناء، منذ القدم، وقد استخدم قدماء المصريين مسحوقها في تحنيط جثث الموتى لمنع تعفنها، ويعود ذلك إلى أنها مقاومة للفطريات والجراثيم. ثم تعدد استخدام الحناء، وتجاوز صبغ الشعر بها، إلى علاج بعض الأمراض، وبخاصة الأمراض الجلدية.
والحناء نبات شجري معمر مستديم الخضرة غزير التفرع منتصب ذو لون أحمر يميل إلى البني. يصل ارتفاع الشجرة إلى ثلاثة أمتار أو أكثر وفروعها طويلة ورفيعة. غزيرة الأوراق وهي بسيطة رمحية الشكل أو بيضاوية طولها يتراوح ما بين 2-4سم وهي متقابلة الوضع على الأفرع ليس لها أعناق (جالسة) جلدية الملمس وحافتها ملساء ولها لون أخضر داكن. والأزهار صغيرة في صورة نورة عنقودية طرفية الوضع ولونها أحمر خفيف أو أبيض مصفر. الثمار كبسولية وكروية الشكل قطرها ما بين 0,5-1سم ذات لون بني فاتح بداخلها عدد كبير من البذور مثلثة الشكل صغيرة الحجم لونها يميل إلى السواد.
استعمالات الحناء
استعملت أوراق الحناء منذ آلاف السنين في الزينة، كمستحضر للتجميل وذلك بصبغ اليدين والرجلين وشعر المرأة لنقشها باللون الأحمر المسود، أو البني المسود الناتج من مزج مسحوق أوراق الحناء مع الماء الدافئ. وتفيد عجينة الحناء في تثبيت لون شعر الرأس وتمنع من تساقطه أو تقصفه.
وقد ذكرت أحاديث كثيرة عن الحناء، فقد ذكر عبدالملك بن حبيب أن الحناء دواء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا أصابه خدش أو جرح أو قرحة وضع عليها الحناء حتى يرى أثره على جلده. وكان إذا صُدِعَ غلف رأسه بالحناء. وكان لا يشتكي إليه أحد وجعاً برجليه إلا أمره بالحناء يخضبهما به. وذكر حديثاً عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دخل الحمام فأصاب هذه النورة. ولم يصب شيئاً من حناء فأصابه وضح فلا يلوم إلا نفسه".
وقال أبو هريرة كان رسول الله صلى عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي صُدِع فيغلف رأسه بالحناء. وأخرج أحمد في مسنده، والبخاري في تاريخه، والحاكم في المستدرك وصححه، وأبو داود في سننه، وابن السني وابو نعيم في الطب النبوي عن سلمى رضي الله عنها قالت: "ما شكا أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعاً في رأسه إلا أمره بالحجامة ولا وجعاً في رجليه إلا قال أخضبهما بالحناء".
وأخرج ابن السني وأبو نعيم في الطب النبوي عن أبي رافع رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عليكم بسيد الخضاب الحناء، يطيب البشرة ويزيد في الجماع". وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان لا يصيب النبي قرحة ولا شوكة إلا وضع عليهما الحناء".
وقد استخدم الحناء منذ عهد الفراعنة إلى يومنا هذا في الأغراض التالية:
-تقوية الشعر وتلوينه وإزالة تقصفه وأمراضه، ويبقى أثره لمدة شهرين تقريباً.
-معالجة الأمراض الجلدية وتشقق الجلد وفطريات الجلد، التي تصيب الجلد مثل Tinea pedis التي عادة ما تصيب أصابع القدمين، وتسبب تسلخاً فيها مع رائحة كريهة. ويعرف هذا المرض باسم قدم الرياضي Athelete's foot حيث تكثر في الرياضيين مع العرق ولبس الجوارب، التي قد يتبادلونها فيعدي بعضهم بعضا. كما استخدم الحناء لمداواة الجرب Scabies.
-علاج الأظافر المتشققة والمصابة بالتهابات فطرية.
-علاج الجروح والقروح المزمنة.
-علاج الصداع.
-علاج مرض القلاع الذي يصيب الفم، وبخاصة لدى الأطفال حيث تمضغ الأوراق أو يعمل عجينة من مسحوق الأوراق وتُلاك في الفم، وكذلك قروح الفم واللسان. كما أن مغلي الأوراق يستعمل كغرغرة لآلام الحلق.
-مفيد جداً لتشقق الأظافر، ويفيد من البثور العارضة في الساقين والرجلين وسائر البدن. وزهره إذا سحق وخلط مع خل سكن الصداع، ويفيد في منع تقصف الأظافر.
-يستخدم على نطاق واسع في صباغة الجلود.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق